البرزخ كامل الإبلاس ، ولم يكن إياسه ـ إذا ـ إبلاسا ، إذ كان معه رجاء! واضافة إلى ذلك الإبلاس الإياس (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ) وقد كانوا يرجون شفاعتهم فانقطع الرجاء ، إياسا بعد إياس.
وقد تعني «يبلس» كلا الإبلاسين ، من الله ومن شفعائهم (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) أتراهم كانوا بهم كافرين يوم الدين؟ وصحيح التعبير وفصحيه «كفروا بشركائهم» أو «يكفر بعضهم ببعض»!
ام «كانوا» قبل الساعة» يوم الدنيا؟ وقد كانوا بهم مؤمنين يرونهم شفعاءهم عند الله! قد تعني «كانوا» بين النشأتين وهم في البرزخ حيث يكفرون هناك بشركائهم ، ولكن كفر معه رجاء حيث الشفاعة سلبية وإيجابية لا تظهر إلّا يوم القيامة ، ففيه (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ) والحال أنهم «كانوا» قبله بشركائهم كافرين.
ام ان «كانوا» تعبير ماض عن مستقبل متحقق الوقوع ، عناية إلى كفرهم بهم يوم الدين ، ام هي تشمل كفرهم بهم في البرزخ والأخرى.
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) ١٤.
هؤلاء المجرمون يتفرقون عن المؤمنين : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) (٣٦ : ٥٩) خلاف ما كانوا يحسبون : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٤٥ : ٢١).
كما هم يتفرقون فيما بينهم وبين شركائهم ، وبينهم وبين أنفسهم ، تفرقا عن الحب يوم الدنيا ، حيث (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٤٣ : ٦٧) فتفرق الفرار بعضهم عن بعض (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (٨٠ : ٣٦) وتفرقا في دركاتهم هناك حسب