هو عذاب الاستئصال بتكذيبهم ، وعلّهما معا معنيّان ، ولمعرفة العاقبة السوءى للذين أسئوا وكذبوا بآيات الله ، يؤمرون ان يسيروا في الأرض ، دون انعزالية عن ذلك السير المبصر المذكر ، ساكنين في أمكنتهم كالقوقعة ، ام سائرين في الأرض حيوانيا وشهوانيا ، وانما هو السير الإنساني العاقل الكافل بالإبصار لهؤلاء الغافلين عن المساير والمصاير.
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ١١.
منه البداية ومنه الإعادة والرجوع اليه في النهاية ، إعادة إلى حياة في الأخرى ، ثم رجوعا إلى الله جزاء حسابا ، ثوابا وعقابا ، والبداية هنا هي أعم من الإعادة حين يعنى منها الإعادة للحساب كما تؤيده (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أم هما سيان ، حيث يبدأ كل خلق ثم تقوم قيامة الإماتة والتدمير ، الشاملة لكل خلق ، ثم يعيد الله كل الخلق قسما للرجوع إليه حسابا ، وقسما بلا حساب ، بل هو أمكنة السكنى لهم كما في الحياة الدنيا ، مهما كانت أوسع كما الآخرة هي أحيا منها.
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ١٢ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) ١٣.
الإبلاس هو الإياس مع حيرة ، وتراه كيف يختص ب (يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) وهم آيسون في البرزخ كما عند الساعة؟ علّ الساعة هنا هي ساعة الموت مستمرة إلى ساعة الساعة فهم فيها ككل مبلسون! ام ان إبلاسهم في البرزخ برزخ من الإبلاس وهو إياس مع رجاء ، إذ لم يجزوا بعد جزاءهم الأوفى ، فقد يبقى لهم رجاء إلى رحمة الله حيث يرون خفيف العذاب ، ويوم تقوم الساعة يتم إبلاسهم بما يرون من شديد العذاب ومديده ، فاليوم إذا هو يوم الإبلاس الإفلاس وقد فات رجاء الخلاص ولات حين مناص ، ولم يكن في