من كل دابة في الكون نماذج ، والأخرى ان هناك في غير أرضنا دواب كما فيها ، وقد دلت على التعميم آية الشورى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ).
كما (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) تدل على أن الأزواج النابتة هنا نماذج عن كل الأزواج النابتة في غيرها من كرات عامرة.
فالسماوات على علوّها محبوكة مربوطة بالأرض بعمد لا ترونها ، ومن احتباكها نزول مائها إليها ، ومنه وجود النماذج من كل دوابها وأزواج النباتات فيها ، مما يدل على تعميم قاصد واحد يربط كل الكائنات بعضها ببعض دون تفاوت وتهافت.
(هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)١١.
«فأروني» أمر تعجيز في مسرح خلق الله ، فهل من خالق غير الله (بَلِ الظَّالِمُونَ) المشركون بالله هم غارقون (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) يبين ضلاله بهدي خلق الله فانها آيات بينات تبين أنها ـ فقط ـ لله.
(وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ