العصمة ..» (١) «كان عبدا كثير التفكر ، حسن الظن ، كثير الصمت ، أحب الله فأحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة ... فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ...» (٢).
__________________
(١) المصدر تفسير القمي حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عز وجل فقال : اما والله ما اوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ولكنه كان رجلا قويا .. لم ينم نهارا قط ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعموق نظره وتحفظه في امره ولم يضحك من شيء قط مخافة الإثم ولم يغضب قط ولم يمازح إنسانا قط ولم يفرح بشيء أتاه من امر الدنيا ولا حزن منها على شيء قط ...
(٢) الدر المنثور ٥ : ١٦١ ـ اخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان لقمان كان عبدا .. نودي بالخلافة قبل داود (عليه السلام) فقيل له يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان : ان اجبرني ربي عز وجل قبلت فاني اعلم ان فعل ذلك اعانني وعلمني وعصمني وان خيّرت قبلت العافية ولم اسأل البلاء ، فقالت الملائكة يا لقمان لم؟ قال : لأن الحاكم باشد المنازل واكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل او يعان فان أصاب فبالحرى ان ينجو وان اخطأ اخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من ان يكون شريفا ضائعا ، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة ، فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام ... ثم نودي داود (عليه السلام) بعده بالخلافة فقبلها لوم يشترط شرط لقمان فأهوى في الخطيئة فصفح الله عنه وتجاوز وكان لقمان يوازره بعلمه وحكمته فقال داود (عليه السلام) طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية وأوتي داود الخلافة فابتلي بالذنب والفتنة».
أقول : لا بأس بهذا الحديث إلا في نسبة الذنب والخطيئة وعدم الحكمة إلى داود فانها من المختلقات الاسرائيلية. فان داود (عليه السلام) اوتي الحكمة كما أوتيها لقمان :
(وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) (٢ : ٢٥١) (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ ـ