تعالى» (١) فإنهما منعمان عليك بعد الله «ومن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل» (٢) والأم بطبيعة الحال لها الحق الأوفر للعبء الأكثر.
الشكر للوالدين هنا هو الحسن والإحسان المأمور به في آيات اخرى بحقهما ، ولا سيما الأم المتحملة في حمله أكثر من الوالد فلها حق أكثر منه : «واما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل احد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لأحلك ووقتك الحر والبرد فانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه ، واما حق أبيك فان تعلم أنه أصلك فانك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله» (٣).
وقد «جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله من أبر؟ قال : أمك قال : ثم من؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال: أباك» (٤).
وعلّ الأم تزيد عن الأب مرتين لوهنيها في حمل الولد.
__________________
(١) نور الثقلين عن العيون باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول : وامر بالشكر له وللوالدين فمن ..
(٢) المصدر بإسناده الى محمود بن أبي البلاد قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : ..
(٣) المصدر في الفقيه في الحقوق المروية عن زين العابدين (عليه السلام) ...
(٤) المصدر عن تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال جاء رجل .. وفيه عنه قال جاء رجل وسأل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن بر الوالدين فقال : ابرر أمك ابرر أمك ابرر أمك ، ابرر أباك ابرر أباك ابرر أباك وبدء بالأم قبل الأب.