يُجادِلُ فِي اللهِ) جدالا سيئا نكرانا له أم إشراكا به أو إنكارا لوحيه واليوم الآخر «بغير علم» فطري أو عقلي أو تجريبي أماذا من علم ذاتي «ولا هدى» رسالية أماهيه كحجة ربانية من المكتسب أم وأخيرا ، (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) وهو كتاب الوحي الذي ينير الدرب على السالكين إلى الله إسباغا لسائر الحجج آفاقية وانفسية ، وقد فصلناها في آية الحج : (وَمِنَ النَّاسِ ... مُنِيرٍ).
وهذا هو الجدال بالتي هي أسوء ألّا يملك أية برهنة ذاتية أو كسبية إلّا تعنتا على الحق وتعندا للحق :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) ٢١.
(ما أَنْزَلَ اللهُ) حيث يصاحبه علم وهدى وكتاب منير متروك عندهم إلى (ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) الذي لا يحمل أيّة حجة إلّا التقليد الأعمى (أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ) هؤلاء الآباء وإياهم (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) فان أخطر الوسائل الشيطانية وأشرها هو الحمل على تقليد الآباء القدامى ـ فقط ـ بحجة انهم آباء ، والمقلّد الأول في هذه السلسلة هو الشيطان الداعي إلى عذاب السعير ، لمسة موعظة موقظة مخيفة ، بعد تلكم الأدلة العظيمة اللطيفة ، تأخذ بازمة القلوب غير المقلوبة ، قارعة للقلوب المقلوبة ، حيث
__________________
ـ وما بينهما من خلقه ... قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فما بعدها؟ قال : كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) فتبسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا أبا الحسن فأنت وارث علمي والمبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي الى صراط مستقيم ومن رغب عن هواك وأبغضك وتخلاك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له ..».