(ماءٍ مَهِينٍ) هو المني ، و «سلالة» منه هي النطفة ، وهي الدودة المنوية التي تتحول الى جنين ، فليس الماء المهين بكله نسل الإنسان ، بل سلالة منه هي النطفة الجرثومية.
و «نسله» هنا هو الانتسالات والتطورات الجنينية التي تخطوها سلالته إلى جنين كامل ، المدلول عليها ب «سوّاه» :
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) ٩
«ثم» هنا تراخي اكتمال الجنين جسديا من سلالته ، فإنها تتحول إلى علقة إلى مضغة إلى عظام وإلى كسو العظام لحما ـ (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) هنا هو (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) هناك ، وقد تعم «سوّاه» الإنسان ككل ، أصله ونسله مهما اختلفت التسويتان ، قفزة من طين في الأولى ، وتطورات الجنين في الأخرى.
ولا تعني «من روحه» بعضا من روح الله نفسه ، إذ ليس له روح وسواه من أجزاء كونية مخلوقة كخلقه ، وذلك النفخ ولادة وليس خلقا!
فإضافة الروح إلى نفسه المقدسة هي إضافة تشريفية ، حيث الأرواح المخلوقة درجات ، من نباتية إلى حيوانية إلى جنينية أما هيه إلى إنسانية ، وهذه أعلاها وأرقاها ، لحدّ تستحق الانتساب الخاص إلى الله ، كأنها ـ فقط ـ هي الأرواح التي خلقها الله.
ثم ولا تقتضي الإضافة أدبيا كون المضاف جزء من المضاف إليه إلّا في زاوية واحدة من الأربع في الإضافات ، من إضافة الشيء إلى نفسه ك «نفسي» والى كله ك «يدي» وإلى مغايره مخلوقا كنفسه ك «غلام زيد» أم خالقا له ك «روحه» فكيف تقدم زاوية إضافة الجزء إلى كله بين هذه