لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) (١٨ : ١٠٢) (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (٣٧ : ٦٢).
(وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ٢٠.
«فسقوا» هنا فسق عن كلا الإيمان وعمل الصالحات ، فلا تشمل فساق المؤمنين إذ ليسوا من الخالدين أبدا مهما دخلو النار.
و «كلما ..» هنا بيان لأمد الخلود في مأوى النار أنه ما دامت النار : (.. فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ. كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) (٢٢ : ٢٢).
صحيح أن المؤمن العادل لا يسوّى بالمؤمن الفاسق في أية نشأة من النشآت ولكن الفاسق هنا يقابل المؤمن ككلّ ، فهو الفاسق عن الإيمان ، وكما يؤكده (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ ..) وليست النار مأوى فساق المسلمين خلودا فيها مهما دخلها من يستحقها.
أفهم يستوون هنا ويوم الدين في ميزان الحق والعدل المطلق ، كلا «لا يستوون» سواء في عدم البعث لو لم يكن ، أم في شرعة الحق يوم الدنيا.
ولا تعني «كلما» هنا وهناك الكل الأبدي اللانهائي ، وإنما هو ما دامت النار ، فإذا فنت النار بمن فيها فلا دور للآية في نفي الخروج وإيجاب الإعادة لمكان نفي الموضوع نارا وأهل نار.
نعم لو دلت دلالة قاطعة على الأبدية اللانهائية للنار ، لصدق الخلود اللانهائي بهذه الصيغة ، ولكنما الأدلة عقلية ونقلية تثبت فناء النار بمن فيها ، وتصدق على غرارها هذه الشرطية (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها)