تسوية الجزاء عند البعث (١) ، بل «لا يستوون» فليكن هناك بعث فيه يحاسبون (٢)(لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) :
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ١٩.
«النزل» ما يعدّ للنازل ، وهو يوم الحساب بين ثواب وعذاب ، فنزل الثواب هو للذين آمنوا وعملوا الصالحات (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (٨ : ١٠٧) ونزل العذاب للذين كفروا وعملوا الطالحات : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ
__________________
ـ قلب بشر قال ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ.)
(١) الدر المنثور ٥ : ١٧٨ عن قتادة في الآية قال : «لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة.
(٢) المصدر أخرج أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عتبة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أنا أحدّ منك سنانا وابسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك فقال علي (عليه السلام) : أسكت فإنما أنت فاسق فنزلت (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً ...) يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وأخرج مثله ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار ، وابن أبي حاتم عن السدي وعن عبد الرحمن ابن أبي ليلي» أقول : اتفقت كلمة المخرجين حول هذه الآية على ما نقلناه عنهم قولا واحدا ، كما اتفقت روايات أصحابنا في ذلك قولا واحدا ، وقد أنشأ حسان في ذلك شعره :
انزل الله والكتاب عزيز |
|
في علي وفي الوليد قرآنا |
فتبوء الوليد من ذاك فسقا |
|
وعلى مبوّء إيمانا |
ليس من كان مؤمنا عرف الله |
|
كمن كان فاسقا خوانا |
سوف يجزى الوليد خزيا ونارا |
|
وعلي لا شك يجزى جنانا |