الشرعة ، وأما اللواط فهو انخلاع عن شرعة الفطرة وشرعة الدين معا ، وفساد في التركيب العضوي ، تخلفا عن خط الحياة الجنسية عن بكرتها.
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا) قولة التحدي السافر الساخر (أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ) الذي تعدنا (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك تبجحا في وجه الإنذار ، ما لا ينتظر فيه أوبة ف :
(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) ٣٠.
وهي قالة الإستنصار في حالة الاضطرار وقد استضعفوه ، فلا دواء لدائهم إلّا الكي ، نصرة على كفرهم وتحديهم الساخر أن يسخر منهم عذاب الله ، فإذا هو ببشرى العذاب :
(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) ٣١.
جيئة مبشّرة إلى إبراهيم لأنه الذي تدور عليه رحى هذه الرسالة ، وما لوط إلّا فرعا منها في قضاء سدوم ، وقد برهنوا إهلاكهم لهم بأنهم كانوا ظالمين ، مستمرين في ظلمهم المتهتك لكل ستر رباني على الحرمات ، ظلما بالرسول وظلما بالرسالة ، ظلما بالفطرة وظلما بالإنسانية ككل.
(قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ٣٢.
(إِنَّ فِيها لُوطاً) إخبار في تساءل حياطة على حياته ، واطمئنانا بنجاته ، وهم طمأنوه بنجاته وأهله إلّا امرأته إذ كانت من الغابرين.
وقد يعني من ذلك الاستعفاء عن قوم لوط لكرامته وهو فيهم كما في هود (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ. يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ