مُبِينٌ) .. فهو القرآن نفسه تكيمينا كما كتابه المنزل عليه قرآن تدوينيا! وقد تلى عليكم كتاب حياته رسالية قبلها! وإذا لم تكفهم أنت آية لرسالتك لكلّ البصر وقصر النظر (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ..) تلاوة هي على الأسماع أسهل ، وعمرها أطول ، فهي على هذه الرسالة أدلّ وأنبل ، فقرآن محمد ومحمد القرآن آيتان بارعتان كلّ تؤيد الأخرى ، ام هما آية واحدة والثانية القرآن هي استمرارية للأولى : رسول القرآن ، حيث يعيش في كل الحياة الرسالية ويعيّش بآيتها البارعة كل متحر عن حق الرسالة وحاقها.
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) عن كل آية رسالية ان يحلق الوحي الآية الزمن الرسولي بنجومه ليل نهار ودونما انقطاع نزولا على الرسول ، ثم ويحلّق الزمن الرسالي بما بين دفتيه مؤلّفا بوحي كما نزل بوحي ، شمسا مشرقة على قلوب وأفكار الكلفين إلى يوم الدين.
إن القرآن آية كافية ، آية خالدة وكتاب شرعة خالدة على حد قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): و «كفى بقوم حمقا أو ضلالة ان يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم ..» (١) وقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم انا حظكم من النبيين وأنتم حظي من الأمم» (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٤٨ عن يحيى بن جعدة قال جاء ناس من المسلمين بكتب قد كتبوها فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : .. فنزلت هذه الآية وفيه عن أبي هريرة عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مثله.
(٢) المصدر اخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن الضريس والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال دخل عمر بن الخطاب على النبي ـ