وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٤ : ١٦٦) والرسول بقرآنه هما بينة من ربه : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١١ : ١٧) وهو شاهد (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً ..) (٣٣ : ٤٥) كما القرآن شاهد : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ... (٦ : ١٩) فكلّ من القرآن والرسول شاهد باني على هذه الرسالة السامية ، وهما متعاضدان ، ف (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٤٨ :) ٢٨).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ) وهو هنا وجاه الله كل ما سوى الله ، اللهم إلّا ايمانا برسل الله وهو ايمان بالله (.. آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ) وبرسل الله الحاملين شرعة الله .. «أولئك هم» لا سواهم «الخاسرون» نشأتي الحياة مهما اختلف خسران عن خسران في الآخرة والأولى.
فالإيمان بالله كسب في ذاته ، وكسب في اتجاهاته وإنتاجاته ، فانه طمأنينة في الحياة ككل ، واستقامة في مكاسب الحياة ، وثقة على أحداثها ومتراس في أكراثها ، ويقين بالعاقبة الحسنى ، وكل ذلك يخسره الكافرون ، ومن خسارهم :
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ٥٣ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) ٥٤.
قائلين : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٨ : ٣٢) : هم يتحدّونك إبطالا لرسالتك