ولا يرجع يوم الرجعة إلّا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا كما في مستفيضة الأحاديث ، على ضوء آيات الرجعة ، وهذه رجعة بالاستعداد ، ثم من يستدعي من المؤمنين الرجعة ، وهي رجعة بالاستدعاء ، ومن يقتل في سبيل الباطل ليس ـ ككل ـ ممن محض الكفر محضا ، كمن يقتل في سبيل الحق ، فانه ليس ـ ككل ـ ممن محض الايمان محضا ، فضلا عمن يقتل في صدفة غير متقصّد لا في سبيل الايمان ولا اللّاإيمان!
ومهما عنت مقابلة الموت بالقتل ، الموت بغير القتل كما العكس ، فليست الموت دون مقابلة لتعني ـ فقط ـ غير القتل ، مهما خص القتل بمعناه دون حتف الأنف (١)
ثم الرجوع إلى الله يتطلب البداية منه أن كنا عنده ثم نرجع كما كنا ، وهكذا كنا قبل ان نمنح حيوية إنسانية مختارة ، ثم هبانا الله العقل والإختيار للاختبار ، ثم نرجع دون اختيار نتيجة الإختيار ، وهذه لمسات تلمس قلوبنا لتزيل عنها همسات واحتياطات لترك الهجرة والهجرانات في سبيل الله ، فمن ذا الذي يساوره الخوف ، او يحاوره القلق بعد هذه اللمسات؟.
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٦٧ في تفسير العياشي عن زرارة قال : كرهت ان اسأل أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت لأسألن مسألة لطيفة ابلغ فيها حاجتي فقلت : أخبرني عمن قتل أمات؟ قال : لا ، الموت موت والقتل قتل ، قلت : ما احد يقتل إلّا وقد مات؟ فقال : قول الله أصدق من قولك ، فرق بينهما في القرآن فقال : فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ» وقال : (لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) وليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل فان الله يقول : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) قال : من قتل لم يذق الموت ثم قال : لا بد ان يرجع حتى يذوق الموت.