بعيد جدا. (١) ثم قد (٢) قلنا فى فساد هذه الاستحالة ما قلنا. فإن (٣) قالوا : إن الهواء المشف ليس يتحد به كشىء واحد ولكن يستحيل إلى طبيعة مؤدية ، فما يلاقيه الشعاع يدركه الشعاع ، وما لا يلاقيه يؤدى إليه الهواء صورته باستحالة عرضت له. فأول جواب ذلك أن الهواء لم لا يستحيل عن الحدقة وحدها ويؤدى إليها إن كان من شأنه الأداء فلا يحتاج إلى جسم خارج. وأما ثانيا فقد فرغنا (٤) من (٥) بيان استحالة هذه الاستحالات. وأما ثالثا فإن (٦) الهواء المتوسط بين خطين خارجين يجب أن يؤدى إلى كل خط منهما ما يؤدى إلى الآخر فيكون (٧) آخر الأمر قد تأدى (٨) إلى جملة الشعاع من جملة الهواء المتخلل للخطوط (٩) صورة المحسوس مرتين أو مرارا ، فيجب أن يرى المحسوس مرتين أو مرارا ، خصوصا (١٠) إن كان على ما فى بعض مذاهب القوم من أن الخطوط لا تدرك بنفسها ، بل بما (١١) يؤدى إليها الهواء. ثم إن كان الأداء إلى الحدقة من الجميع أعنى الخطوط والهواء معا فالهواء مؤد للأشباح على مثل ما قال المعلم الأول. ومن (١٢) عرف أن لا خلاء وأن أجرام الأفلاك مصمتة لا فرج فيها ولا فطور عرف أن ذلك مستحيل لا يمكن وأنه لا يمكن أن ينفذ فيها هذا الخارج ، بل كيف ينفذ هذا الشعاع فى الماء إن لم يكن فيه خلاء حتى يلاقى جميع الأرض تحته ويراه وهو متصل ، والماء لا يربو حجمه لما خالطه منه. وإن كان هناك خلاء ، فكم يكون مقدار تلك الفرج الخلائية التي تكون فى الماء مع ثقل الماء ونزوله فى الفرج وملئه إياها. فيرى أن الماء فرج كله أو أكثره أو مناصفه حتى يمكن (١٣) الخارج أن ينفذ فيه (١٤) إلى جميع ما فى قعر الماء ويلاقيه ويماسه وهو غير منقطع عن البصر ، وإن انقطع فذلك أعجب.
وإن قال قائل : إنا نرى الشيء القليل ينفذ فى الماء الكثير حتى يستولى على
__________________
(١) جدا : ساقطة من د ، ف ، م
(٢) قد : ساقطة من م
(٣) فإن : وإن ك ، م.
(٤) فرغنا : عرفنا م
(٥) من : عن د ، ف ، ك.
(٦) فإن : فلأن ك.
(٧) فيكون : فيكن ك
(٨) تأدى : تؤدى ك.
(٩) للخطوط : الخطوط م.
(١٠) خصوصا : وخصوصا ك.
(١١) بما : ما د.
(١٢) ومن : من م.
(١٣) يمكن : يكون م
(١٤) فيه ساقطة من م.