الذي يحس اللمس مؤد وقابل معا. والعصبة المجوفة مؤدية للبصر لكنها غير قابلة ، إنما القابل ما إليه تؤدى وهو البردية أو ما هو مستول (١) عليه وهو الروح.
نبين إذن أن من طباع اللحم أن يقبل الحس ، وإن (٢) كان يحتاج أن يقبله من مكان آخر ومن قوة عضو آخر يتوسط (٣) بينهما العصب. وأما إن كان المبدأ موجودا فيه فهو حساس بنفسه وإن كان لحما ، وذلك كالقلب. وإن انتشر فى جوهر القلب ليف عصبى ، فلا يبعد أن يكون (٤) ليلتقط (٥) عنه (٦) الحس ويؤديه إلى أصل (٧) واحد يتأدى عنه إلى الدماغ ، وعن الدماغ (٨) إلى أعضاء أخرى ، كما سيتضح (٩) بعد. وكالحال (١٠) فى الكبد من جهة انبثاث عروق ليفية فيه ليقبل عنه ويؤدى إلى غيره ، (١١) ويجوز أن يكون انبثاث الليف فيه ليقوى قوامه ويشتد لحمه ، وسنشرح هذه الأحوال فى مواضع أخر مستقبلة. (١٢)
ومن خواص اللمس أن جميع الجلد الذي يطيف بالبدن حساس باللمس ولم يفرد له جزء منه. وذلك لأن هذا الحس لما كان طليعة تراعى الواردات على البدن التي تعظم مفسلتها إن تمكنت من أى عضو وردت عليه ، وجب أن يجعل جميع البدن حساسا باللمس ؛ ولأن الحواس الأخرى قد تتأدى إليها الأشياء من غير مماسة ومن بعيد ، فيكفى أن تكون آلتها عضوا واحدا إذا أورد (١٣) عليه المحسوس الذي يتصل به ضرر عرفت النفس ذلك فاتقته وتنحت بالبدن عن جهته. فلو كانت الآلة اللامسة بعض الأعضاء ، لما شعرت النفس إلا بما يماسها وحدها من المفسدات. ويشبه أن تكون قوى (١٤) اللمس قوى كثيرة كل واحدة منها تختص بمضادة ، فيكون ما يدرك به المضادة التي بين الحار والبارد غير الذي يدرك به المضادة التي بين الثقيل والخفيف. (١٥) فإن هذه أفعال أولية للحس يجب أن يكون لكل جنس منها قوة (١٦)
__________________
(١) مستول : مشتمل د ، ك.
(٢) وإن : فإن د ، ك ، م.
(٣) يتوسط : توسط د ، ك م.
(٤) يكون : ساقطة من م
(٥) ليلتقط : يلتقط ك ، م
(٦) عنه : منه ك
(٧) أصل : الأصل م.
(٨) وعن الدماغ : ساقطة من م
(٩) سيتضح : سنوضح د ، ف ، م
(١٠) وكالحال : كالحال م.
(١١) غيره : غيرها م.
(١٢) مواضع أخر مستقبلة : موضع آخر نستقبله د ، ف ، م.
(١٣) أورد : ورد ف. (١٤) قوى : ساقطة من م.
(١٥) غير الذي ... والخفيف : ساقطة من د.
(١٦) قوة : ساقطة د.