أحمد) كان من قبائل بيشدر (يزدر) ، وصار عماد هذا البيت ، وكان له ابن اسمه (ماودو) قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها ، فأعقب ابنا اسمه (ببه سليمان). وهذا ضبط (قره جوالان) سنة ١٠٨٠ ه ، فكان حاكمها وخلفه ابنه (بكر بك) ، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده ، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة (الزنكنة).
وهكذا توالوا ، فصارت (إمارة بابان) في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم ، ومن أشهرهم سليمان باشا ، وخالد باشا ، وعثمان باشا ، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا ، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية ، وعلاقاتهم بقبائل بلباس ، وسهران ، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران ، وبالدولة العثمانية كثيرة جدا ... وقد توسع حكمهم ، وضاق تبعا لمواهب أمرائهم ...
ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في (تاريخ العراق بين احتلالين) وفي (تاريخ شهرزور ـ السليمانية) اللواء والمدينة ، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان :
«بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل ... ابتداؤهم مجهول ، ونهايتهم في سنة ١٢٦٥ ه. (وقال) : تاريخهم مضبوط من سنة ٩٠٠ ه الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها ، كانوا مستقلين ، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة ، والعثمانيين أخرى ... وتوسع نفوذهم مرة ، وقصر أخرى ... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة ١٢٢٥ ه. وبابان بمعنى آل بابا (وأنهى البحث بقوله) : ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله.» ا ه