وكان من اللازم أن يحقق الموضوع ، ويعين المطلب عند نقله الى التركية ، فلم يراع ذلك مما يعد نقصا ، ومثل هذا النقل قد يوقع في مجموعة أخطاء ، فيضر علميا ، طبع سنة ١٣٣٤ باستانبول في المطبعة الاورخانية نقل الى التركية وأصله للدكتور فريخ كان قد نشره المجمع الشرقي في برلين ، والطبعة التركية من نشريات مديرية العشائر والمهاجرين.
أما تحامله على مؤرخي العرب ، فهذا نتيجة فكرة خاصة للمؤلف في تبعيد العناصر وإلقاء بذور العداء بينها وهذه شنشنة متبعة عند كثيرين من الغربيين ، فإذا كان قد عد الانفصال الإيراني عن العرب حادثا مهما بدت آثاره في التشيع واتخاذه طريقا لتقوية الخلاف والانفصال ، فلا ريب أنه لم تركن الى ما يبرر اعتبار القومية الكردية وتوسلها في هذا الانفصال في حين أن العرب لم يشأ واحد منهم أن يجعل (أمة) مندمجة في أخرى ، أو قريبة منها بأمل هذا الاندغام أو الاندماج ، وإنما رعوا أمرا أجل ، وهو الأخوة الدينية ، ولا تضرها اختلاف القوميات ، واستقلال كل أمة بعوائدها ، وآدابها ولغاتها. وآية (جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ...) مما قربت بين الأقوام وإيجاد العداء باعد بين الشعوب الغربية التي لم يستطع دين أن يقرب بينهم ، أو أخلاق عامة تؤلف.!! الأمر الذي اضطرهم الى حروب طاحنة ، ونزاع دائم لا يستطيعون أن يتوقوا منه ضررهما ...
وهناك تواريخ تركية وفارسية عامة تتعرض لبعض الحوادث ، وهي كثيرة ، وربما نتعرض للنقل منها. ولعل في هذه المراجع ما يعين مكانة البحث ، والاهتمام به من مؤلفين عديدين. وهناك مؤلفات إيرانية عديدة ، ومباحث علمية تركية في كتب ورسائل ومجلات لا تنكر الاستفادة منها ولا من المؤلفات العربية العديدة. وأكبر من كل ذلك تعيين الصلة بقدر الامكان بين العشائر الحاضرة ، وبين ماضيها. وقد بذلت الوسع للحصول على هذه المعرفة سواء بالرجوع الى هذه الآثار وأمثالها أو الى أصل القبائل واستنطاقها. وقد قضى ما عليه من بلغ الجهد ...