العديدة ، والغرض إلفات الأنظار الى تكون العشيرة أو القبيلة بصورة عامة.
وعلى كل حال تتألف القبيلة من أسر مجموعة في موطن ، ولا يشترط أن تمتّ كلها الى جد واحد ، وقد تتصل بحيث تعد كلها متصلة بجد ، ولكن هذا لم نتحققه في عشيرة بكل فروعها .. ولعل معنى العشيرة في العربية يصدق على هذه ، فالألفة هي واسطة الاجتماع ، والتكاتف للأسر أكبر دليل على أنها قبيلة لا غير ..
وقد سألت بعضهم فبين أنه ساكن في هذه القرية ، ولا يدري غير ذلك ، وهكذا آخرون مما لا يدع ريبا في أن القوم لا يعرفون سوى قراهم ، وسوى رؤسائهم وأكابرهم. فهم الكل في الكل (١). وتارة تسمى القرى باسم رئيسها العام المتسلط عليها ، ويستمر اسمه الى أولاده فمن بعدهم إن دام حكمه ، وبقي أمره نافذا عليهم. ومثل هذه لا تعين الغرض المطلوب في القبائل العربية ، ومن ثم نجد الاختلاف في بنية الجماعة وتشكيلاتها وارتباط بعضها ببعض.
هذا وللأمراء والرؤساء بحث خاص بهم ، فلا نتوسع في سلطتهم وإدارتهم هنا حذر أن يتداخل موضوع في آخر مثله. وكل ما نقوله هنا أن الرؤساء والأمراء العامين ناظمو وحدتهم وعقد اتصالهم وواسطة توحيد مجتمعهم وكيانهم. وقد بسطنا في عشائر العراق الكلام على تكون الأسرة والقبيلة العربية ومنها يعرف الفرق (٢).
__________________
(١) ومن هذا النوع ما ينقل عن بعض العشائر العربية لما سئل اجاب : الله ربنا ، وفلان شيخنا ..! ولكنه لا يهمل فخذه وقبيلته.
(٢) عشائر العراق المجلد الأول.