نهر صغير في الحد الشمالي من صحراء (سومار) ، وبين (كلال دام) وهو نهر صغير معروف أيضا يقيمون في يساره ، وكذا طوائف أخرى تقيم فيه ، وتؤدي البيتية (الكودة) الى قضاء مندلي ، رأسا واحدا عن كل قطيع من الغنم ربيعا وفي الشتاء عن كل قطيع عشرة قرانات (٥٠ قرشا) (١).
وفي أحوالهم كلها لا يخلون من تعرض بالمارة من نهب وسلب ... وإن هذه الرسوم تؤخذ من الشهبازيين والسنجابيين على السواء ، كما هو معتاد أخذها منهم دائما. وفي الغالب لا يؤدون للدولة العثمانية رسوما من حين أن استولت إيران على لواء زهاب.
وعلى كل حال هذه القبائل لا تفترق عن سائر الأكراد ، توطنوا هذه الأماكن من أمد بعيد لا في الوقت الذي بينه صاحب سياحتنامهء حدود ، وإنما كانت سكناهم من أزمان متباعدة إلا أنهم لم يكن لهم ذكر الا أيام كريم خان الزند ، فالطوائف ظهرت قوتها في عهود انحلال إيران واضطراب أمور العراق ، والملحوظ أنهم سكنوا الإيوان في عهد المغول وربما كانوا سكانه الأصليين.
وهؤلاء لا يختلفون عن البدو في الغزو ... إلا أنهم لم تتفش بينهم الأمية وإنما يقرأون بفخر وحماس (فرهاد وشيرين) ، و (رستم زال وبهرام كور) وأمثال ذلك من القصص ... يتسلون بها أيام راحتهم.
قص ذلك صاحب السياحة بسبب أنهم كانوا على الحدود بين إيران والعراق ، في أنحاء مندلي فعلمنا هذا كله منه ، والكتب الإيرانية أيضا تتعرض لإمارة هؤلاء ، وتتكلم عليها بسعة في مختلف الآثار. إلا أن القبائل التي ذكرناها هي قرى ائتلفت فكونت مجموعة نالت هذا الاسم أما تبعا للمكان الذي اقامت فيه مدة ، أو الى الرئيس الذي حكمها في وقت واشتهر اسمه ولكن الرياسة قسمت بالوجه المشروح ، ولا تمثل أصل قبائلهم ، ولا تشير الى اسم الفرع الذي التحق الأمير. فكانوا قد توزعوها من قديم
__________________
(١) هنا قد عين قيمة القران في ذلك العهد.