جهود ، وإلى تعاون تام لتظهر بمظهرها اللائق. وبعد ادراك ذلك كله وكذا النواحي الأدبية من منظوم ومنثور وما نحتاج اليه منها ... تكون المعذرة واضحة في أن الأدب القبائلي لم تنشر فيه مؤلفات تصلح للبحث ، ولا في الاستطاعة الوقوف على العلاقة بين أدب البادية ، وأدب أهل المدن ...
وفي هذه الحالة لا نقول بفقدان الأدب القبائلي ولكن المدونات فيه قليلة لا طريق للبحث فيها ، بل لم تخل القبائل من أدب ، وغالب الرؤساء يقرأون ويكتبون ، وأكثرهم غير خال من الأدب الفارسي ، أو العربي. ولا شك أن ذلك ذو أثر كبير على الأدب الكردي. والمتعلمون من غير الرؤساء ليسوا بالقليلين وبين القبائل كثيرون ينظمون الشعر الكردي ، كما أنهم أهل ثقافة في الأدب الفارسي والأدب العربي.
مر بنا ذكر جماعة من الشعراء والأدباء خلال المباحث ، والأغلب في لواء السليمانية وكركوك ، وقل من كان في لواء إربل خاصة ، وإن الأدب الكردي في الشمال غير متصل بهذه الألوية ، ولا هو بكثرة هؤلاء. وممن نال شهرة (نالي) و (خانا قبادي) ، و (عثمان باشا) ، و (طاهر بك) وقد مضى ذكرهم ، ولايزال شعراء آخرون في الجاف خاصة مثل محمد أمين بك ، و (أحمد حسن جاوش). وفي الأيام الأخيرة ظهر (شيخ رضا الطالباني) ، فبز الكل ، وفاق بشعره الكردي. وكل هؤلاء أو أغلبهم لم يكن شعرهم على البداوة ، وإنما هو متأثر في الأدب الفارسي في الأكثر.
وغالب هؤلاء في تعاون مع أهل المدن ، أو كانوا متأثرين بهم ، وإن أجل ثقافة أدبية نراها مشهودة في (لواء السليمانية) أكثر من سائر الألوية وإن كان رجال العراق لا يخلون من تأثير في ثقافتهم ، والاتصال بينهم لا ينكر مما لا محل للتوغل فيه ، وإنما يعود البحث فيه لكل لواء على حدة ، والتثبت من الأدب في مراكز الألوية والاتصال بتاريخها.
هذه حالة الأدب القبائلي وهو غير موحد ، بل موزع الى لهجات ... ولا محل للتوسع في مكانته من آداب المدن. والأمل أن تظهر مدونات فيه كما نشاهد ظهور بعض الآثار الأدبية ، والمطابع والوسائل المدنية قد سهلت الاشتغال.