«والأكراد كلهم على ما في القاموس من أولاد كرد بن عمرو مزيقيا. وذكر في مادة مزق ان مزيقيا ، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حلتين ويمزقها بالعشي. فلذا لقب بمزيقيا. أقول (القول للحيدري) فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب وأكابرهم ، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
وأما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب ، وكفى صاحب القاموس تصحيحا وشهادة ، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسبا. لأن مزيقيا على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان. وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم ، فلسان الكرد ممزق لسان الفرس.» اه (عنوان المجد ص ١٦٦) وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى ، متأثر بالمجاورين من عرب وإيرانيين. ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب ، وعاشوا معهم ، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على (العشائر في التاريخ) بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر.