______________________________________________________
القيّم .
يا سلمان ويا جندب : كنتُ ومحمّد نوراً نسبِّح قبل المسبّحات ، ونشرق قبل المخلوقات ، فقسم ذلك النور نصفين : نبيّ مصطفىٰ ، ووصيٌّ مرتضىٰ ، فقال الله عزّوجلّ لذلك النصف : كُن محمّداً ، وللآخر : كُن عليّاً ، ولذلك قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا من عليّ وعليّ منّي ، ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ .
وإليه الإشارة بقوله : (أَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) ، وهو إشارة إلى اتّحادهما في عالم الأرواح والأنوار .
ومثله قوله : (أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ) والمراد منها مات النبي أو قُتل الوصي ، لأنّهما شيء واحد ، ومعنىٰ واحد ، ونور واحد ، اتّحدا بالمعنى والصفة ، وافترقا بالجسد والتسمية ، فهما شيء واحد في عالم الأرواح (أنت روحي التي بين جنبيّ) وكذا في عالم الأجساد ، أنت منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي بمنزلة الروح من الجسد ، وإليه الإشارة بقوله : (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ومعناه : صلّوا على محمّد ، وسلّموا إلى عليّ أمره ، فجمعهما في حدٍّ واحد جوهري ، وفرّق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر ، فقال : (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فقال : صلّوا على النبيّ ، وسلِّموا على الوصيّ ، ولا تنفعكم صلاتكم على النبيّ بالرسالة إلّا بتسليمكم علىٰ عليّ بالولاية .
يا سلمان ويا جندب ، وكان محمّد الناطق ، وأنا
الصامت ، ولابدّ في كلّ زمان من صامت وناطق ، فمحمّد صاحب الجمع ، وأنا صاحب الحشر ، ومحمّد المنذر ، وأنا الهادي ، ومحمّد صاحب الجنّة ، وأنا صاحب الرجعة ، محمّد صاحب الحوض ، وأنا صاحب اللواء ، محمّد صاحب المفاتيح ، وأنا صاحب الجنّة والنار ، محمّد صاحب الوحي ، وأنا صاحب الإلهام ، محمّد صاحب الدلالات ، وأنا صاحب