(فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (١) أي مظلوماً مجهول القدر انتظم عالم الإمكان واستراح الإنسان بانتظام أمور دينهم ودنياهم ، فصار بالنسبة إلى جميعهم بمنزلة الوالد العطوف ، والأب الرؤوف ، فكلّ ما سوى الله بمنزلة عبد واحد لله وهو أبوه . ويمكن أن يُقال : إنّ هذه الكنية من قبيل قولهم فلان أبو الخير إذا كان الخير منه كثير الصدور ، وكذلك فلان أبو الحرب ، أو أبو الجود ، فلمّا كانت العبودية الكاملة التي حقيقتها الخضوع ، والذلّة ، والإنكسار مظهرها هو الحسين عليهالسلام سمّي بهذه الكنية فليتأمّل .
وربما يُقال : إنّ العبد الحقيقي هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ولذا قُدّم على رسالته في التشهّد (٢) ، والحسين عليهالسلام كان والده للأمّة بالإضافة التشريفيّة فهو أبو عبدالله عليهالسلام ، ويؤيّده ما حكي عن تفسير القمّي قدسسره في قوله : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) (٣) انّ الإنسان (٤) هو رسول الله صلىاللهعليهوآله والوالدين الحسن والحسين عليهماالسلام (٥) .
________________________
١ ـ الأحزاب : ٧٢ ، روي الشيخ الكليني في أصول الكافي ج ١ ، ص ٤١٣ ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزّوجلّ : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ... إلى آخر الآية) قال : هي الولاية لأمير المؤمنين .
وروى مثله الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ٤٦٠ .
٢ ـ أي قُدِّمت العبودية على الرسالة في قولك : (أشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله) .
٣ ـ الأحقاف : ١٥ .
٤ ـ في مصدر الرواية (الإحسان) بدل (الإنسان) .
٥ ـ تفسير القمّي ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، بيروت
الأعلمي ، وإليك تتمّة الرواية : (ثمّ عطف على الحسين عليهالسلام فقال : «حملته أُمّه
كرهاً ووضعته كرهاً» وذلك أنّ الله أخبر رسول