أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ ، وَالْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا ، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا .
فيه إشارة إلى مقام نورانيّته الذي يجب على كلّ مؤمن الإقرار به كما قال مولانا عليّ عليهالسلام : (يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يعرفني بالنورانيّة ، فإذا عرفني بذلك فهو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، وشرح صدره للإسلام ، وصار عارفاً بدينه ، ومَن قصّر عن ذلك فهو شاكٌّ مرتاب ، يا سلمان ويا جندب : أنّ معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي وهو الدِّين الخالص) إلى أن قال : (كنتُ ومحمّد نوراً نسبّح قبل المسبّحات ونشرق قبل المخلوقات فقسّم الله ذلك النور نصفين : نبيٌّ مصطفىٰ ، وعليٌ مرتضىٰ ، فقال الله لذلك النصف : كُن محمّداً ، وللآخر عليّاً ، ولذلك قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا من عليّ وعليّ منّي) (١) .
ولا ريب في كونهم أنوار مخلوقة من نور الله كما قال : (وأنتم نور الأنوار وهداة الأخيار) (٢) .
________________________
١ ـ هذا مقطع من خطبة الإمام عليّ عليهالسلام المعروفة بالنورانية التي تقدّم ذكرها بالكامل .
٢ ـ ظاهراً هذا مقطع من الزيارة الجامعة الشريفة المرويّة عن إمامنا الهادي عليهالسلام ولكن الشارح رحمه الله تعالى نقله للعبارة ليس نصّاً ، وهذا هو نصّ الزيارة : (.. وأنتم نور الأخيار وهُداة الأبرار ...) .