ذرّية النبيّ صلىاللهعليهوآله وعترته ولا شكّ في طهارة عنصره وطيب مولده من لدن آدم إلى أبيه .
قال الصادق عليهالسلام : انتخب لهم أحبّ أنبيائه إليه محمّد بن عبدالله صلىاللهعليهوآله في حومة العزّ مولده ، وفي دومة الكرم محتده إلى أن قال : تبشّر به كلّ أُمّةٍ من بعدها ، ويدفعه كلّ أبٍ إلى أب من ظهرٍ إلى ظهر ، لم يخلطه في عنصره سفاح ولا ينجسه في ولادته نكاح من لدن آدم إلى أبيه عبدالله عليهالسلام في خير فرقة وأكرم سبط وأمنع رهط وأكلأ حمل ، وأودع حجر اصطفاه الله وارتضاه ، واجتباه) (١) .
وفي بعض كتب العامّة : روى أنّه لمّا أهبطه
الله إلى ظهر آدم أهبطه إلى أرضه المكينة ، وحمله مع نوح في السفينة وقذف به نار نمرود في صلب خليله المعروف بالكرم والجود ولم يزل ينقله في الأصلاب الكريمة الفاخرة إلى الأرحام الزكية الطاهرة حتّى أخرجه من بين أبويه للهدى والإصلاح لم يلتقيا
قطّ
________________________
واتّفقت الإمامية على أنّ والدي الرسول صلىاللهعليهوآله وكلّ أجداده إلى آدم عليهالسلام كانوا مسلمين ، بل كانوا من الصدِّيقين ، وقال فخر الدِّين الرازي : إنّ قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) وجب أن لا يكون أحد من أجداده صلىاللهعليهوآله مشركاً) .
وقوله صلىاللهعليهوآله : (ما افترق الناس فرقتين إلّا جعلني الله في خيرهما فأخرجتُ من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجتُ من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتّى انتهيت إلى أبي وأُمّي ، فأنا خيركم نسباً وخيركم أباً) راجع مختصر تاريخ دمشق ج ١ ، ص ٣٤٩ .
هذا صريح بأنّ آباءه صلىاللهعليهوآله طاهرين ولم يدنسوا بأيّ دنسٍ جاهلي .
وللتفصيل راجع طبقات ابن سعد الجزء الأوّل ذكر نسب النبيّ وآباءه وأُمّهاته بشكلٍ جيّد وموسّع .
١ ـ الكافي ج ١ ص ٤٤٤ ؛ والبحار ج ١٦ ص ٣٦٩ .