العفيفات عن الزنا والفساد ، والشامخة العالية ، يُقال : شمخ بأنفه إذا ارتفع وتكبّر ، وفي الفقرة إشارة إلى ما بُرهن عليه في محلّه من أنّ الأئمّة عليهمالسلام لا يكون آباؤهم وأُمّهاتهم مشركين من آدم عليهالسلام ولا يُخالط نسبهم فساد وعهرٌ وذمّ (١) ، كيف وهم
________________________
١ ـ لقد تقدّمت الإشارة منّا إلى أنّ آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله كانوا موحِّدين وذكرنا بعض الروايات ، والآن نذكر قسماً آخر .
قالت الشيعة الإمامية ـ وقولهم الحقّ ـ : بإيمان آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى آدم بالرغم من أنّ بعضهم لم يُعلن الإسلام لظروف خاصّة به . (راجع البحار ج ١٥ ، ص ١١٧) .
وأعلن أبو حيّان الأندلسي : (ذهبت الرافضة إلى أنّ آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله كانوا مؤمنين) راجع تفسير البحر المحيط ج ٧ ، ص ٤٧ .
وحاول غير الإمامية إعلان كفر آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا بغضاً منهم .
ومن دلائل إيمان أجداد النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّ عبد المطّلب كان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ويحثّهم على مكارم الأخلاق وينهاهم عن دنيئات الأمور ، وكان يقول : لن يخرج من الدُّنيا ظلوم حتى يُنتقم منه وتصيبه عقوبة إلى أن هلك رجل ظلوم من أهل الشام لم تصبه عقوبة فقيل لعبد المطّلب في ذلك فقال : والله إنّ وراء هذه الدار داراً أُخرى يُجزىٰ فيها المحسن بإحسانه ويُعاقب المسيء بإساءته ، أي أنّ العقوبة معدّة له في الآخرة .
ورفض عبادة الأصنام ووحّد الله تعالى وتؤثر عنه سنن جاء القرآن بأكثرها ، وجاءت السنّة بها ، منها الوفاء بالنذر ، والمنع من نكاح المحارم ، وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل الموءودة ، وتحريم الخمر والزنا ، وأن لا يطوف بالبيت عريان ، وهذا أفضل دليل على إيمان آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله وردّ شبهات المنافقين .
وجاء في كتاب البحار ج ١٥ ، ص ١١٧ : (إعتقادنا في
آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّهم مسلمون
من آدم إلى أبيه عبدالله ، وأنّ أبا طالب كان مسلماً ، وآمنة بنت وهب كانت
مسلمة ،