وفي بعضها : «يا عليّ إنّ الله كان ولا شيء معه فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله فكنّا أمام عرش ربّ العالمين نسبّح الله ، ونقدّسه ، ونحمده ، ونهلّله ، وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض ، فلمّا أراد أن يخلق آدم خلقني وإيّاك من طينة واحدة من طينة عليّين وعجنا بذلك النور وغمسنا في الأنوار» (١) .
وفي بعضها عن الباقر عليهالسلام قال : (يا جابر كان الله ولا شيء غيره ، ولا معلوم ولا مجهول ، فأوّل ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمّداً صلىاللهعليهوآله وخلقنا معه من نور عظمته ، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربّنا كشعاع الشمس من الشمس) (٢) .
وفي الزيارة الجامعة : (خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين) (٣) .
والنور هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره ، وحقيقة نورانيّتهم غير معلومة لنا لكونها فوق إدراكات من دونهم فلا يعرفهم غيرهم كما قال : (يا عليّ ما عرفني إلّا الله وأنت ، وما عرفك إلّا الله وأنا) (٤) ، فلا ندرك من مقامهم هذا سوى الإجمال كما لا ندرك في مقام الحقّ سوى ذلك ، وبيانه أنّ العالي محيط بالسافل دون العكس .
قوله : في الأصلاب ، أي مودعاً مستقرّاً في أصلاب الآباء الموحِّدين ، الشرفاء ، النُجباء ، وأرحام الاُمّهات الموحّدات المطهّرات عن الخنا والسفاح ،
________________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٢٥ ، ص ٣ .
٢ ـ البحار ج ١٥ ، ص ٢٣ ، ح ٤١ .
٣ ـ راجع شرح هذا المقطع من الزيارة الشريفة : الأنوار اللامعة للسيّد عبدالله شبّر قدسسره .
٤ ـ مشارق أنوار اليقين ص ٢٠١ ، ط الشريف الرضي ، تأويل الآيات ص ٩٢ ، ط قم .