الإطلاق ينصرف إلى عليّ بن محمّد الجواد عليهالسلام (١) ، والمهدي هو الذي هداه الله إلى معارج القرب ، وأرشده إلى بساط الجذب ، وعرّفه المعارف اللاهوتية ، وعلّمه الأسرار الجبروتية ولا يكون الشخص هادياً حتّى يكون مهدياً مهتدياً ، ففي الكلام تقديم وتأخير كما في قوله : واجعله هادياً مهدياً ، فتأمّل . وهذا اللقب إذا أُطلق فالمراد به القائم من آل محمّد صلىاللهعليهوآله المبشّر بمجيئه في آخر الزمان ـ اللّهم عجِّل فرجه ـ ولا ريب أنّ كلّ إمام من آل محمّد صلىاللهعليهوآله هادٍ يهدي العباد إلى طريق الرشاد .
قال الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (٢) : إنّ رسول الله المنذر ، وفي كلّ زمان منّا هادٍ يهديهم إلى ما جاء به نبيّ الله صلىاللهعليهوآله ثمّ الهداة من بعد عليّ ثمّ الأوصياء واحداً بعد واحد) (٣) .
وقال الصادق عليهالسلام : (في هذه الآية كلّ إمام هادٍ للقرآن الذي هو فيهم) (٤) .
________________________
وروى القمّي في تفسيره ج ١ ، ص ٢٦٠ ، ط : بيروت عن الإمام الصادق عليهالسلام : قال : المنذر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والهادي أمير المؤمنين عليهالسلام وبعده الأئمّة عليهمالسلام وهو قوله : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أي في كلّ زمان إمام هادٍ مبين .
وراجع مجمع البيان للطبرسي ج ٦ ، ص ٢٧٨ ، وتأويل الآيات ص ٢٣٦ .
١ ـ المشهور هذا ولكن السيّد فضل الله الراوندي في مواليد الأئمّة ص ١١ لم يجعل الهادي من ألقاب الإمام علي بن محمّد الجواد عليهالسلام ، وإنّما جعل هذا اللقب للإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) .
٢ ـ الرعد : ٧ .
٣ ـ الكافي ج ١ ، ص ١٩١ .
٤ ـ راجع فضائل أمير المؤمنين لابن عقدة الكوفي المتوفىٰ ٣٣٢ هـ ص ١٩٥ ، ح ١٩٦ ، ط . قم ١٤٢١ هـ .