وربما يُطلق على الأعمّ كما قال تعالى : (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) (١) .
والتقي والمتّقي هو الذي يخاف الله ويخشاه بالغيب ،
ويجتنب المعاصي ويتوقّى المحرمات من التقوى ، والإتّقاء هو الامتناع من الردىٰ
باجتناب ما يدعو إليه الهوىٰ ، ويقال : وقاه يقيه إذا حفظه وعصمه ، والرضىٰ
هو المرضي الذي ارتضاه الله من خلقه لإرشاد عباده ، أو الذي رضى الله في سماءه ، والرسول في
أرضه ، أو بمعنى الراضي وهو الذي لا يسخط بما قدر عليه ، والزكي الطاهر من الأخلاق الذميمة ، والصفات الرذيلة من قولهم زكىٰ عمله إذا طهُرَ ، ومنه
قوله : (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً) (٢) أي طاهرة لم تجن ما يوجب
قتلها ، وهذا اللقب إذا أُطلِقَ فالمراد به هو الحسن بن عليّ عليهماالسلام (٣) ، والهادي هو الدليل
على الحقّ ، والمرشد إلى سبيل الرشد ، قال الله : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (٤) ، وهذا اللقب عند
________________________
يَعْدِلُونَ) ، وأمّا قولي : كانا على الحقّ فالحقّ علي عليهالسلام ، وقولي ماتا عليه فالمراد به أنّهما لم يتوبا عن تظاهرهما عليه بل ماتا على ظلمهما إيّاه ، وأمّا قولي : فرحمة الله عليهما يوم القيامة فالمراد به أنّ رسول الله ينتصف له منهما أخذاً من قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) .
١ ـ الإسراء : ٧١ .
٢ ـ الكهف : ٧٤ .
٣ ـ ابن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول ج ٢ ، ص ٥١ اعتبر الزكي من ألقاب الإمام الحسين عليهالسلام ولم يعتبره من ألقاب الإمام الحسين عليهالسلام .
٤ ـ الرعد : ٧ ، روى السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ، ص ٤٥ ، ط : مصر ، عن ابن مردويه عن أبي بُرزة الأسلمي : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ) ووضع يده على صدر نفسه ، ثمّ وضعها علىٰ صدر عليّ ويقول : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) .