ومنها : أنّها الدعوة إلى الإسلام كما قال : (وكلمةُ ربّك العليا) (١) فهم كلمة التقوى لكونهم الدُّعاة إلى شرائع الإسلام وجوامع الأحكام .
ومنها : أنّها الحجّة كما في قوله تعالى : (وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ) (٢) أي بحججه فإنّهم حجج الله على الخلق وللمتّقين من عباده ، قال عليّ عليهالسلام : (إنّ الله واحد تفرّد في وحدانيّته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نوراً ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً وخلقني وذرّيتي ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً فأسكن الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلمته ، فبنا احتجَّ على خلقه فما زلنا في ظلّةٍ خضراء) (٣) .
ومنها : إنّها الخلق البديع ما يُقال لعيسىٰ عليهالسلام أنّه كلمة الله ، لأنّه وجد بأمره من دون أب فشابه البدعيات ، فهم عليهمالسلام لما عليهم من الصفات الإلهية ، وفيهم من العجائب الربّانية مشابهون للبدعيات ، فهم كلمات الله التامّات خلقهم الله لإرشاد المتّقين إلى طرق التقوى والصلاح وهدايتهم إلى سبيل الفلاح والنجاح ، وكيف كان فلعلَّ الوجه في توحيد الكلمة أنّهم عليهمالسلام نور واحد ، ونفسٍ واحدة كما يرشد إليه حديث النورانيّة (٤) وغيره .
والأعلام : جمع العلم (٥) ، وهو لغة الجبل الذي يُعلم به الطريق وقريب منه المنار ، وهو المرتفع الذي يُوقد في أعلاه النار لهداية الضلّال (٦) ، والأئمّة عليهمالسلام
________________________
١ ـ هذه الآية في سورة التوبة (٤٠) ولكن هكذا : (وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا) .
٢ ـ الشورىٰ : ٢٤ .
٣ ـ راجع بحار الأنوار ج ٢٦ ، ص ٢٩١ ، ح ٥١ ، باب تفضيلهم عليهمالسلام على الأنبياء .
٤ ـ تقدّم ذكره .
٥ ـ المصباح المنير : ص ٤٢٧ .
٦ ـ ولهذا أشارت الخنساء في رثاء أخيها صخر فقالت :