بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ) وهذا تمثيل للمعلوم بالنظر والاستدلال بالمشاهد المحسوس حتّى يتصوّره السامع كأنّه ينظر إليه بعينه فيحكم اعتقاده والتيقّن به (١) .
والحجّة في اللغة البرهان ، وكثيراً ما يُستعمل فيمَن يجب العمل بقوله ، والاقتداء بفعله ، وكونهم عليهمالسلام حجج الله على خلقه ممّا لا ريب فيه لوجوب العمل بأوامرهم ونواهيهم .
وعن المجلسي الأوّل قدسسره في شرحه على قوله : (وحجج الله على أهل الدُّنيا والآخرة والأولى) (٢) (احتجّ الله وأتمّ حجّته بهم على أهل الدُّنيا بأنْ جعل لهم المعجزات الباهرات ، والعلوم الدينية والأخلاق الإلهية ، والعقول الربّانية ، فهداهم بهم إليه ، ويحتجّ بهم في الآخرة بعد الموت أو في القيامة) (٣) .
________________________
وروى الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ١٠٢ ، ط قم : عن الإمام الرضا عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : (مَن أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقىٰ فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام) .
١ ـ راجع الكشّاف للزمخشري : ج ١ ص ٣٠٤ عند تفسيره لآية الكرسي .
٢ ـ هذا مقطع من شرح الزيارة الجامعة .
٣ ـ راجع البحار كتاب المزار ، وهذا الشرح للعبارة الشريفة لوالد العلّامة محمّد باقر المجلسي صاحب البحار ، ولكن يوجد بعض التفاوت بالألفاظ بين الموجود هنا الذي نقله الكاشاني رحمهالله والموجود هناك في البحار والذي نقله عبدالله شبّر في الأنوار اللامعة وإليك الموجود هناك : ( ... أي يحتجّ الله بهم ويتمّ حجّته (على أهل الدُّنيا والآخرة) بالمعجزات الباهرات والدلائل الظاهرات ، والعلامات الواضحات ، والأخلاق النفسانية ، والفضائل الملكوتية ، والعلوم الربّانيّة ، والأسرار الإلهية ، ويحتجّ على أهل الآخرة في عالم البرزخ عند السؤال أو في القيامة أو الأعمّ منهما) .