خلقه ، ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوّة ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن الذين تختلف الملائكة ، ونحن السراج لمَن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمَن اهتدى بنا ، ونحن الهداة إلى الجنّة) (١) .
والحاصل : إنّهم أدلّة الهدىٰ ، والهادون بأمر الله المرشدون إلى مرضاة الله .
والعروة لغةً : عروة الكوز (٢) معروفة ، والوثقىٰ تأنيث الأوثق ، والعروة الوثيقة : هي العروة المستحكمة التي يستمسك بها ، شبّهوا عليهمالسلام بها ، لأنّ المتمسّك بطريقتهم لا يضلُّ ، ولا ينفصم عن رحمة الله ، وربما تفسّر العروة الوثقىٰ بالإيمان كما قال : (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ) (٣) .
وفي بعض الأخبار أنّها التسليم لأهل البيت عليهمالسلام ، وفي بعضها أنّ أوثق عرىٰ الإيمان الحبّ في الله (٤) ، وعن الزمخشري في قوله : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
________________________
١ ـ المصدر نفسه ح ١٠ ، وإليك تكملة الرواية : (... ونحن عزّ الإسلام ، ونحن الجسور والقناطر مَن مضىٰ عليها سبق ، ومَن تخلّف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا تنزل الرحمة ، وبنا تسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمَن عرفنا ونصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا) .
٢ ـ المصباح المنير ص ٤٠٦ ، دار الهجرة .
٣ ـ البقرة : ٢٥٦ .
٤ ـ روى الشيخ الصدوق قدسسره في معاني الأخبار ص ٣٦٨ ، ح ١ ، ط : بيروت ، عن عبدالله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : (مَن أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقىٰ التي لا انفصام لها فليتمسّك بولاية أخي ووصيي عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لا يهلك مَن أحبّه وتولّاه ولا ينجو مَن أبغضه وعاداه) .