شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه) (١) .
قوله : بكم مؤمن أي بحقيقة نورانيّتكم ، ومراتب علومكم وأسراركم الخاصّة بكم ، والإيمان التصديق والإذعان .
وفي الجامعة : (أشهد الله وأُشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافرٌ بعدوّكم وبما كفرتم به) (٢) .
قوله : (وبإيابكم) يُحتمل أن يتعلّق بمؤمن أي مؤمن بكم وبإيابكم إلى الدُّنيا في زمن الرجعة ، (٣) ويؤيّده ما في زيارة العبّاس عليهالسلام «إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين» (٤) .
________________________
١ ـ شواهد التنزيل للحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ، ج ١ ص ٩٢ ، ط بيروت الأعلمي ، ومجمع البيان ج ١ ص ٢٨٨ ، وتأويل الآيات ص ٨٦ ، وتفسير البرهان ج ١ ، ص ١٦٠ .
٢ ـ قال السيّد عبدالله شبّر في الأنوار اللامعة ص ١٥٢ : (فيه إشارة إلى أنّ الإيمان بهم عليهمالسلام لا يتمّ إلّا مع الكفر بعدوّهم والبراءة منه وأنّ حبّهم لا يجتمع مع حبّ أعدائهم) .
٣ ـ روى السيّد هاشم البحراني قدسسره في تفسير البرهان ج ٣ ، ص ٢١١ ، ح ١٥ ، عن الإمام الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ) قال : ليؤمنن برسول الله صلىاللهعليهوآله ولينصرن عليّاً أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : نعم والله من لدن آدم وهلّم جرّا فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلّا رُدَّ جميعهم إلى الدُّنيا حتّى يُقاتلوا بين يدي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام .
وروى القمّي في تفسيره ج ١ ، ص ١١٤ ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : (ما بعثَ الله نبيّاً من لدن آدم فهلم جرا إلّا ويرجع إلى الدُّنيا وينصر أمير المؤمنين عليهالسلام وهو قوله : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، (وَلَتَنصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام) .
٤ ـ راجع زيارة أبي الفضل العبّاس عليهالسلام المطلقة في كتب الزيارات .