ويُحتمل أن يتعلّق بقوله موقن أي مؤمن بكم وموقن بإيابكم ، وهذا أظهر ، وفي الكلام تصريح بثبوت رجعتهم عليهمالسلام إلى الدُّنيا لمّا وعدهم الله من الدولة والنصرة ، كيف وقد روي : «إنّ عمر الدُّنيا مئة ألف عام لهم عليهمالسلام منها ثمانون ألفاً يتمحض لهم الدولة والسلطة» (١) .
وهذه أي الرجعة من ضروريّات مذهبنا معاشر الإمامية (٢) وقد دلّت عليها آيات كثيرة وأخبار متواترة (٣) تزيد على مئتين بل عن بعضهم وقف على ستّمئة
________________________
١ ـ أخرجه حسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات بتفاوتٍ يسير ص ٢١٢ . ط : النجف ١٩٥٠ م .
٢ ـ انفردت الإماميّة بالاعتقاد في الرجعة ، واعتمدتها كضرورة من ضروريّات المذهب ، ونظرية مسلّمة يجب الإقرار بها واعتقادها ، وتجديد الاعتراف بها في الأدعية والزيارات ، وفي كلّ وقتٍ كالإقرار في كثير من الأوقات بالتوحيد والنبوّة والإمامة والمعاد .
وفي نفس الوقت أنكروا ذلك أعلام العامّة منهم الفخر الرازي في تفسيره ج ٢٤ ، ص ٢١٧ ـ ٢١٨ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٧ ، ص ٥٩ ، والزمخشري ، وابن خلدون ، وابن الأثير .
٣ ـ قال السيّد عبدالله شبّر في الأنوار
اللامعة ص ١٥٧ : (وأمّا الأخبار التي وردت من طرقنا فهي قريبة التواتر بل لعلّها متواترة ، وقد رواها جمٌّ غفير من ثقات علمائنا
الأعلام وجمعٌ كثير من الثقات العظام قريباً من مئتي حديث ومنهم الكليني والصدوق والمفيد والطوسي والمرتضى والنجاشي والكشي والعيشاي وعليّ بن إبراهيم ، وسُليم الهلالي ، والكراجكي ، والنعماني ، والصفّار ، وسعد بن عبدالله ،
وابن قولويه ، وابن طاووس ، وأمين الإسلام أبو الفضل الطبرسي ، وأبو طالب الطبرسي ، والبرقي ، وابن شهرآشوب ، والقطب الراوندي ، والعلّامة ، والفضل ابن