نسبة إنكارها إلى القدرية ، وقد أجادَ مَن قال : إنّه إذا لم يكن مثل هذا متواتراً ففي أيّ شيءٍ يمكن دعوى التواتر ، مع ما روته كافّة الشيعة خلفاً عن سلف ، وظنّي أنَّ مَن يشكّ في أمثالها فهو شاكٌ في أئمّة الدِّين (١) ، ولا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملّة القويمة بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين من استبعاد المتفلسفين ، وتشكيكات الملحدين : (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (٢) .
والحاصل : إنّ هذا أمرٌ ممكن يمكن تعلّق القدرة الإلهية به ، وقد أخبر به الصادقون المعصومون قطعاً فيجب الاعتقاد به (٣) ، ولو من باب التسليم المأمور به بقوله تعالىٰ : (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (٤) .
وبجملة من الأخبار المعتبرة فلا تستمع إلى
الملاحدة الذين يلقون الشبهات إلى الضعفاء باستبعاد هذا الأمر وإنكاره ، وما هذا إلّا كاستبعاد
المعاد ونحوه من الضروريات ، وظاهر الأخبار بل صريح كثير منها أنّهم عليهمالسلام يرجعون إلى الدُّنيا بأشخاصهم وأجسادهم التي كانوا عليها ، فلا تلفت إلى
الجهلة الذين يؤولون هذه الأخبار إلى خلاف ظاهرها من غير برهان قاطع ، متابعة لهوى
________________________
والرجعة للميرزا الاسترآبادي ، والإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة للحرّ العاملي ، وغيرها .
١ ـ روى الصدوق في مَن لا يحضره الفقيه : ج ٣ ، ص ٤٥٨ ، ح ٤٥٨٣ ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : (ليس منّا مَن لم يقل بمتعتنا ، ويؤمن برجعتنا) .
٢ ـ التوبة : ٣٢ .
٣ ـ راجع الاعتقادات لشيخنا الصدوق باب (١٨) الاعتقاد في الرجعة ص ٣٩ ، ط قم .
٤ ـ النساء : ٥٩ .