(وقلبي لكم مسلّم ورأيي لكم متّبعٌ) (١) والمعنيان متقاربان إذ المراد أنّه لا اعتراض لقلبي على أفعالكم ولا عداوة فيه لكم (٢) ، لأنّي أعلم أنّكم أولياء الله وعباده المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وفيه إشارة إلى ما أشرنا إليه من وجوب التسليم لهم عليهمالسلام كما قال تعالىٰ : (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (٣) وإلى أنّ التسليم لا يكون إلّا بالقلب فلا يجدي مجرّد الدعوى باللسان .
كيف وقد روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : (بينا أمير المؤمنين عليهالسلام في مسجد الكوفة إذ أتاه رجلٌ فقال : يا أمير المؤمنين ؛ إنّي أحبّك ، قال : ما تفعل . قال : والله إنّي لأحبّك ، قال : ما تفعل . قال : بلى والذي لا إله إلّا هو قال : والله الذي لا إله إلّا هو ما تحبّني . فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أحلف بالله إنّي أحبّك وأنت تحلف بالله ما أحبّك والله كأنّك تخبرني إنّك أعلم بما في نفسي فغضب أمير المؤمنين فرفع يده إلى السماء وقال : كيف يكون ذلك وهو ربنا خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ من المبغض فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنتَ (٤) .
وقريب منه أخبار أُخر مروية في بصائر الدرجات في باب أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام عرف ما رأى في الميثاق (٥) .
________________________
١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة .
٢ ـ روى الكليني في الكافي ج ١ ، ح ١ ، باب التسليم عن الإمام الباقر عليهالسلام : (إنّما كُلّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمّة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه) .
٣ ـ الأحزاب : ٥٦ .
٤ ـ أخرجه الصفّار في بصائر الدرجات ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ٤ ، باب (١٥) .
٥ ـ بصائر الدرجات ٢ / ٨٦ باب ١٥ إذ ذكر عدّة روايات في هذا الخصوص فراجع .