لما خلقتُ الأفلاك) (١) ، وقد كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يعنيه في صلاته بقوله : (أشهدُ أنّ محمّداً عبده ورسوله) وبقوله : (السلامُ عليك أيّها النبيّ) وإلى هذا المقام أشار أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : (أنا ذات الذوات) (٢) وبقوله : (أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسمٌ ولا شبه) (٣) .
قوله : (وعلى أرواحكم) يُمكن أن يُراد بها نفوسهم القدسية ، وأن يُراد بها عقولهم الشريفة وهم وإن اتّحدوا في هذا المقام أيضاً ولكن الجمع باعتبار تعدّد الهياكل البشرية واختلاف المظاهر الجسمانية ، وذلك لا يوجب التعدّد في أصل الروح كالصورة المرئية في مرايا متعدِّدة .
وما الوجه إلّا واحدٌ غير أنّه |
|
إذا أنتَ عدّدتَ المرايا تعدّدا |
ويُحتمل أن يُراد بالأرواح الأرواح الخمسة المشار إليها في جملة من الأخبار (٤) ، مثل ما رواه جابر عن الباقر عليهالسلام قال : «إنّ الله خلق الأنبياء والأئمّة على خمسة أرواح : روح القوّة ، وروح الإيمان ، وروح الحياة ، وروح الشهوة ، وروح القدس ، فروح القدس (٥) لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرىٰ» (٦) .
________________________
١ ـ تقدّم هذا الحديث فراجع .
٢ ـ راجع مشارق أنوار اليقين للبرسي ص ٦٤ فصل (٢٨) .
٣ ـ أخرجه البرسي في المشارق ص ٣١٨ ، فصل (١٥٠) وهي خطبة طويلة يُعرّف الإمام عليهالسلام نفسه .
٤ ـ راجع بصائر الدرجات للصفّار ج ٩ ، ص ٤٤٥ حيث ذكر روايات كثيرة تدلّ على هذا المطلب وبعضها قد تقدّم .
٥ ـ في المصدر (وروح القدس من الله وسائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان ...) .
٦ ـ بصائر الدرجات ج ٩ ، ص ٤٥٤ ، ح ١٢ .