قال الطريحي : (ثمّ بعثهم في الظلال أي في عالم الذرّ والتعبير بعالم الذر والمجرّدات واحد ، وإنّما عبّر عنه بذلك ، لأنّه شيء لا كالأشياء) (١) .
وفي بعضها : (كيف كنتم حيثُ كنتم في الأظلّة ، قال : يا مفضل كنّا عند ربنا في ظلّة خضراء) (٢) .
ويُحتمل أنْ يُراد بالأجسام الأجساد الأصلية اللطيفة التي لا تتغيّر بمضيّ الدهور ، وورود الآفات ، وبالأجساد الأجساد العنصرية الزمانية التي تنقص وتزيد ، ويُحتمل أن يُراد بأحدهما الأجساد المثالية البرزخية وبالآخر هذا الهيكل المحسوس في هذا العالم ، وربما يفرّق بين الجسد والبدن ، بأنّ الأوّل لا يُقال إلّا على الحيوان العاقل بخلاف الثاني ، وقد يُقال البدن هو الجسد ما سوى الرأس .
قوله : (وعلى شاهدكم ...) فيه أيضاً إقرار
بشاهدهم وغائبهم كما في الزيارة الجامعة : (مؤمن بسرّكم وعلانيّتكم وشاهدكم وغائبكم ، أوّلكم وآخركم) (٣)
________________________
جعفر عليهالسلام قال : (إنّ الله خلق الخلق فخلق مَن أحبّ ممّا أحبّ وكان أحبّ أن يخلقه من طينة الجنّة وخلق مَن أبغض ممّا أبغض أن يخلقه من طينة النار ثمّ بعثهم في الظلال قال : قلتُ : أي شيء الظلال ؟ قال : ألم تر إذا ظلّل في الشمس شيء وليس بشيء ثمّ بعث فيهم النبيّين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله : ولئن سألتهم مَن خلقهم ليقولنّ الله ، ثمّ دعاهم إلى الإقرار بالنبيِّين فأقرّ بعضهم وأنكر بعضهم ثمّ دعاهم إلى ولايتنا فأقرَّ والله بها مَن أحبب وأنكرها مَن أبغض وهو قوله : (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ) ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : كان التكذيب ثمّة) .
١ ـ مجمع البحرين ج ٥ ، ص ٤١٧ .
٢ ـ الكافي ، ج ١ ص ٤٤١ ؛ بحار الأنوار ، ج ١٥ ص ٢٤ .
٣ ـ قال السيّد عبد الله شبّر قدسسره في شرحه على هذه الفقرة في الأنوار
اللامعة : ص ١٦٤ :