وكذا ما في حديث النورانية «يا سلمان إنّ ميّتنا إذا مات لم يمت ومقتولنا إذا قُتِل لم يُقتل ، وغائبنا إذا غابَ لم يَغب ولا نلد ولا نولد ولا في البطون ولا يُقاس بنا أحد من الناس . .»(١) .
وما ورد من التسليم على أهل القبور(٢) ممّا يرفع الاستبعاد
المذكور فإنّ المخاطب به هو أرواحهم الباقية ، ونفوسهم الناطقة التي خُلِقت للبقاء دون أجسادهم البالية التي يعرضها التلاشي والفناء ، فإذا صحّ التسليم على مَن
هذا حاله ، فكيف يُنكر صحّته بالنسبة إلى المعصومين الذين لا تُفنى
أرواحهم ، ولا تُبلى أجسادهم(٣) المصونة عند عرش
الله العظيم فإنّ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا
________________________
مخزونة إلّا عن خواص أوليائهم وفيه إشارة إلى أنّ الآيات هم الأئمّة الهداة عليهمالسلام وقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما لله آية أكبر منّي) .
١ ـ أخرج هذا الحديث الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين ص ٢٥٧ ، ط بيروت الأعلمي . وهذا الحديث هو مقطع من خطبةٍ للإمام عليّ عليهالسلام .
٢ ـ روي بسندٍ صحيح عن عبدالله بن سنان قال : قلتُ للصادق عليهالسلام : كيف أُسلِّم على أهل القبور ؟ قال عليهالسلام : نعم ، تقول : «السلام على أهل الدِّيار من المؤمنينَ والمسلمينَ أنتم لنا فَرطٌ ونحن إنْ شاء الله بكم لاحقُونَ» .
وروى المحدِّث القمّي في مفاتيح الجنان ص ٦٨٨ عن محمّد بن مسلم قال : قلت للصادق صلوات الله وسلامه عليه : (نزور الموتى ؟ قال : نعم . قلت : فيعلمون بنا إذا أتيناهم ؟ قال : إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم) .
٣ ـ روى الصفّار في كتاب بصائر الدرجات ص ٤٤٣ ، ح ١ عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : (قال النبيّ يوماً لأصحابه : حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم .
قال : فقالوا : يارسول الله صلىاللهعليهوآله هذا حياتك نعم ، قالوا : فكيف مماتك ؟ فقال
: إنّ الله