يقال : صفا الماء إذا خلص من الكدر ، والدليل على كون آدم عليهالسلام صفيّ الله ومصطفاه مضافاً إلى ما ذكره قوله تعالى : (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١) .
وإنّما لُقِبَ (٢) عليهالسلام بالصفوة مع عدم الاختصاص لكونه أوّل الاصفياء بحسب الظاهر وإلّا فجميع الأنبياء أصفياء الله حيث خلقهم الله من طينةٍ صافية طيّبة فكرّمهم على سائر الخلق واختارهم من خلقه .
قال [الإمام] عليّ عليهالسلام : (فاغترف جلّ جلاله من الماء العذب الفرات غرفةً بيمينه وكلتا يديه يمين فصلصلها فجمدت وقال الله : منك أخلق النبيّين والمرسلين وعبادي الصالحين والأئمّة المهديّين الدعاة إلى الجنّة وأتباعهم إلى يوم القيامة ، ولا أسأل عمّا أفعل وهم يُسألون ...) (٣) .
وإنّما صار آدم عليهالسلام صفيّ الله ، لأنّه تعالى جعل هيكله الشريف مظهراً لأنوار محمّد وآله [عليهمالسلام] ولذا أمر ملائكته بالسجود له (٤) تعظيماً وإكراماً لهذه الأنوار كما دلَّ عليه جملة وافرة من الأخبار (٥) .
________________________
(العلّة التي من أجلها سمّي الصفا صفا والمروة مروة) .
١ ـ آل عمران : ٣٣ و ٣٤ .
٢ ـ أي النبيّ آدم عليهالسلام .
٣ ـ البحار ج ٥ ، ص ٢٣٧ ، الباب العاشر ، ط بيروت مؤسسة الوفاء .
٤ ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة البقرة آية (٣٤) : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ...) .
٥ ـ قال الاسترابادي في تأويل الآيات
الظاهرة في قوله تعالى من سورة البقرة آية (٥٨) : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـٰذِهِ
الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ