فظاهر . وأمّا على القول الآخر (١) فلتأويله إلى الصفي وهو مشتقّ والعدول عنه إليه إنّما هو للمبالغة كما في زيد عدلٌ ، فالمجاز في الكلمة ولكن التحقيق أنّ هذا لتصحيح اللفظ بمعنى أنّه لو كان الكلام قد جيء به على ظاهره من دون أن يقصد به المبالغة لكان حقّه أن يؤل إلى المشتقّ وكذا تأويلهم نحو زيد عدل بذو عدول وبذلك صرّح بعض أهل البيان (٢) على ما حكي عنه في بيت الخنساء تصف الناقة : (فإنّما هي إقبالٌ وإدبار) .
قال : لم ترد بالإقبال والإدبار غير معناهما حتّى يكون المجاز في الكلمة وإنّما المجاز في أن جعلتها لكثرة ما تقبل وتدبر كأنّها تجسّمت من الإقبال والإدبار ... وحاصله : أنّ المجاز في أمثال ذلك عقلي لكونه في الإسناد .
وكيف كان فصفوة الشيء بتثليث الحركات على الصاد (٣) خالصه وخلاصته كالصفو إلّا أنّه بالفتح خاصّة ، وصفوة الله خيرة الله أي مصطفاه ومختاره من خلقه (٤) .
وفي بعض الأخبار سُمّي الصفا صفا لأنّ المصطفى آدم عليهالسلام هبط عليه فقطع للجبل اسم من أسماء آدم (٥) ، وهبطت حوّاء على المروة فسمّيت مروة لأنّ المرأة هبطت عليه ، فقطع للجبل اسم من أسماء المرأة (٦) .
________________________
١ ـ أي على القول بأنّ صفوة الله بدل وعطف بيان .
٢ ـ عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز .
٣ ـ أي ضمّ الصاد وفتحها وكسرها .
٤ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٣٤٣ ط : دار الهجرة .
٥ ـ هنا سقط أثبتناه من مصدر الرواية وهو ( ... . عليهالسلام) يقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران : ٣٣ .
٦ ـ أخرجها الشيخ الصدوق في علل الشرائع ج ٢
، ص ١٣٧ ، باب : ١٦٥ تحت عنوان