ألا ترى إلى ما رواه المفضّل الجعفي عن الصادق عليهالسلام قال : سمعته يقول : أتدري ما كان قميص يوسف ؟ قال : قلتُ : لا ، قال : إنّ إبراهيم لمّا أوقد له النار أتاه جبرئيل بثوب من ثياب الجنّة فألبسه إيّاه فلم يضرّه معه حرّ ولا برد ، فلمّا حضر إبراهيم الوفاة جعله في تميمة وعلّقها على إسحاق ، وعلّقها إسحاق على يعقوب ، فلمّا ولد يوسف علّقها عليه . وكان في عضده حتّى كان من أمره ما كان فلمّا أخرج يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه فهو قوله : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ) (١) فهو القميص الذي أُنزل من الجنّة . قلتُ : جعلتُ فداك فإلى مَن صار ذلك القميص ؟
فقال : إلى أهله ، ثمّ قال : كلُّ نبيّ ورث علماً أو غيره فقد انتهى إلى محمّد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته (٢) .
كيف عمّم في آخره ولم يُفرّق فيه بين العلم وغيره ؟ (٣) .
الموضع الثالث في تفسير صفوة الله
فاعلم أنّ هذا اللفظ (٤) محتمل لكونه وصفاً لآدم عليهالسلام ، وبدلاً ، وعطف بيان ولا يرد على الأوّل (٥) جموده ، أمّا على القول بجواز الوصف بالجامد مطلقاً
________________________
١ ـ يوسف : ٩٤ .
٢ ـ بصائر الدرجات ، الجزء الرابع ، الباب الرابع ، ص ١٨٩ ، ح ٥٨ .
٣ ـ إنّ الإمام الصادق عليهالسلام في ذيل الرواية لم يُفرّق في الإرث بين العلم وغيره .
٤ ـ أي صفوة الله .
٥ ـ أي على القول بأنّ صفوة الله صفة لآدم عليهالسلام .