والخليل من الخلّة ، وهي بالضمّ المودّة المتناهية في الإخلاص والصداقة (١) ، والدليل على كونه عليهالسلام خليل الله قوله : (وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (٢) أي نبيّاً مختصّاً به أو فقيراً محتاجاً إليه ، أو عبداً مصطفى له ، أو عبداً كثير الخلوص والمودّة على اختلاف ما قيل في تفسير الآية (٣) .
وفي بعض الأخبار : (إنّ الله اتّخذ إبراهيم عبداً
قبل أنْ يتّخذه نبيّاً ، ونبيّاً قبل أنْ يتّخذه رسولاً ، ورسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً ، وخليلاً قبل أنْ يتّخذه
إماماً) (٤)
________________________
ويؤيّد هذا ما رواه الشيخ الصدوق قدسسره في كتاب من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٤١٤ ـ ح ٥٩٠١ عن عبدالله بن جابر الأنصاري في حديث طويل يصف فيه وقوع النطفة في الرحم ، وانتقال الإنسان في بدء خلقه من حال إلى حال ، فقلتُ : يارسول الله فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة ؟ فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله مليّاً ، ثمّ قال : (يا جابر لقد سألت عن أمرٍ جسيم لا يحتمله إلّا ذو حظٍّ عظيم ، إنّ الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمة الله جلّ ثناؤه ، يودع الله أنوارهم أصلاباً طيّبة ، وأرحاماً طاهرة ، ويحفظها بملائكته ، ويرقبها بحكمته ، ويغذوها بعلمه ، فأمرهم يُجلّ عن أن يوصف ، وأحوالهم تدقّ عن أن تعلم ، لأنّهم نجوم الله في أرضه ، وأعلامه في بريته ، وخلفاؤه على عباده ...) .
وأيضاً قال الصدوق في اعتقاداته ص ٨٥ ، الباب الأربعون : (إعتقادنا في آباء النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّهم مسلمون من آدم عليهالسلام إلى أبيه عبدالله عليهالسلام ، وأنّ أبا طالب كان مسلماً ، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة) .
١ ـ راجع المنجد في اللغة ص ١٩٠ ط : ١٩٩٦ م مادّة (خل) .
٢ ـ النساء : ١٢٥ .
٣ ـ راجع مجمع البيان ج ٣ ، ص ١٤٦ في تفسير الآية حيث ذكر تفصيلاً في تفسير الآية الشريفة ، ونقل أقوالاً عديدة للمفسِّرين .
٤ ـ البحار ج ٢٥ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٧ .