اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ
يَا وَارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ . هو موسى بن عمران بن قهاث بن لاوي بن يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم عليهالسلام (١) الملقّب بالكليم ، لأنّ
الله ناجاه وكلّمه من دون واسطة كما قال : (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا) (٢) ، ومعنى كونه
تعالى متكلِّماً أنّه موجد وخالق للحروف المسموعة المنتظمة في بعض الأجسام كالشجرة ونحوها (٣) ، وعن الأشعرية أنّه متكلِّم بلسان وشفتين (٤) . وفساده واضح لاستلزامه الجسمية الباطلة (٥) ، وعن بعضهم أنّ الكلام صفة قديمة قائمة بالذات غير القدرة والعلم والإرادة (٦) ، وهو أيضاً باطل لاستلزامه
________________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي ج ١ ، ص ٢٤ ، ط : النجف ١٩٦٤ م ، ولكن ذكر أبو الفداء الدمشقي في قصص الأنبياء ص ١٩٩ ، ط : المكتبة العصرية بيروت : (هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهالسلام) .
٢ ـ النساء : ١٦٤ .
٣ ـ قال العلّامة الحلّي قدسسره في الباب الحادي عشر ص ٤٠ : (أنّه ـ كلامه تعالىٰ ـ قائم بغيره لا بذاته كما أوجد الكلام في الشجرة فسمعه موسى عليهالسلام) .
وهذا ما دلّت عليه الآية الكريمة من سورة القصص : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) . حيث دلّت الآية على أنّه تعالى نادىٰ نبيّه موسىٰ عليهالسلام وكلّمه من طريق الشجرة .
٤ ـ راجع شرح التجريد للقوشجي ص ٣١٩ .
٥ ـ وأيضاً يلزم كونه تعالى ذا حاسّة وهو باطل .
٦ ـ راجع شرح الباب الحادي عشر للسيوري ص ٣٩
في المقام الثاني من الصفحة