والأوّلية ، لأنّه صلىاللهعليهوآله كان نبيّاً وآدم بين الماء والطين (١) ، وكان أحقّ بهذا النصب من غيره لما تقدّم من أن تجلّى الروح الأعظم فيه كان بالحقيقة وفي سائر الأنبياء بالظلّية بل الروح الأعظم في الحقيقة هو نفس الحقيقة المحمّدية فهذا من قبيل إطلاق الوجود على الله تعالى ، وعلى سائر الموجودات ، وكذا ما ذكره من أنّ الرؤية كانت لمحمّد صلىاللهعليهوآله ، فإنّه فاسدٌ باطل قد دلّت البراهين العقلية والأدلّة النقلية على استحالة الرؤية على الله مطلقاً (٢) . اللّهم إلّا أن يُراد بالرؤية رؤية أكبر الآيات كما قال : (لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ) (٣) ، وسُئِلَ الكاظم عليهالسلام : هل رأى رسول الله ربّه ؟ فقال : نعم رآه بقلبه ، أما سمعت الله يقول : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ) (٤)) (٥) . لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد .
وكيف كان فإذا اجتمعت في مولانا سيّد الشهداء أرواح العالمين فداه كمالات هؤلاء الستّة صدقَ أنّه جامع لجميع الكمالات الناسوتية والملكوتية سوى النبوّة فيخلفها فيه الولاية ، لأنّها في الإمام عليهالسلام بمنزلة النبوّة في النبيّ صلىاللهعليهوآله .
والمراد بالحبيب إمّا المحبّ أو المحبوب أو كلاهما على القول بجواز استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنىٰ واحد ، ولا ريبَ أنّ المحبّية لله مستلزمة للمحبوبيّة فمَن أحبّ الله أحبّه الله ، ومَن أحبّه الله أحبّ الله ، كما قال صلىاللهعليهوآله : (مَن
________________________
١ ـ العمدة لابن البطريق ، ص ٨٨ ، ص ٩٠ ، مشارق أنوار اليقين للبرسي ص ٢١٥ ، فصل (٩١) .
٢ ـ عقد الشيخ الكليني رحمهالله في الكافي باباً أسماه (إبطال الرؤية) ج ١ ، ص ٧٤ ، ط : المكتبة الإسلامية ، فراجع .
٣ ـ النجم : ١٨ .
٤ ـ النجم : ١١ .
٥ ـ الكافي ج ١ ص ٩٦ باب إبطال الرؤية .