المعصومين ، وشيعته المخلصين ، وبيانه أنّ كلّ قوم يوجبون طاعة أميرهم فيما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وعليّ عليهالسلام لا يأمر إلّا بما أمر الله ، ولا ينهى إلّا عمّا نهى الله ، فكيف يكون أميراً للفسقة ولم يوجبوا طاعته ولم يدخلوا تحت رايته .
اللّهم إلّا أن يقال : إنّ المؤمن هو المحبّ له عليهالسلام بقلبه المذعن بمقامه العارف بحقّه ، وإن كان فاسقاً بجوارحه فإنّ (حبّ عليّ عليهالسلام حسنة لا يضرّ معها سيّئة ، كما أنّ بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة) (١) ، فلا يشترط في صدق الاسم متابعته حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، وإنّما يُشترط هذا في الشيعة كما دلّت عليه من الأخبار جملة كثيرة ولتحقيق هذا الكلام محلّ آخر .
والولي : إمّا من الولي وهو القرب (٢) فهو ولي لكونه أقرب الخلق إلى الله بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأمّا من الوَلاية بالفتح بمعنى المحبّة فهو وليّ الله لكونه محبّاً لله ومحبوباً له كما يدلُّ عليه حديث الراية (٣) ، والطير المشوي (٤) وغيرهما ، أو
________________________
١ ـ راجع المناقب ج ٣ ، ص ١٩٧ ، فصل في محبّته ، وإرشاد القلوب للديلمي ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، كشف الغمّة ج ١ ، ص ١٠٥ ، نهج الحق للعلّامة الحلّي ص ٢٥٩ ، المطلب الثالث في محبّته ، مشارق أنوار اليقين ص ١٢٣ ، فصل (٥٨) ، وعوالي اللآلي ج ٤ ، ص ٧٦ ، حديث ١٠٣ .
٢ ـ المصباح المنير للفيومي : ص ٦٧٢ ، ط : دار الهجرة قم .
٣ ـ حديث الراية من الأحاديث المشهورة في
فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام . وهذا الحديث كان في غزوة خيبر لمّا طال الحصار على اليهود خرجوا من حصونهم لقتال المسلمين ـ وكان أمير المؤمنين عليهالسلام أرمداً ـ فدعا رسول
الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها في جمع من المهاجرين فلم يفعل شيئاً ورجع يؤنّب القوم ويؤنّبونه ، وفي اليوم الثاني أعطاها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عمر بن
الخطّاب فسار بها غير