قيل : ولك أن تقول قصده أنّ تسميته بأمير المؤمنين ليس لأجل أنّه مطاعهم بحسب الدُّنيا ، بل لأجل أنّه مطاعهم بحسب العلم ، وفي هذا الاسم إشارة إلى أنّهم لا يكونون مؤمنين إلّا بولايته وطاعته (١) ، وأنّه ركن الإيمان كما قال : (أنا صلاة المؤمنين ، وصيامهم ، وحجّهم ، وزكاتهم) (٢) .
فلا يدخل تحت لواءه الفاسقون الفجرة ، والظالمون الكفرة ، فإنّ أميرهم هو إبليس وجنوده وأتباعه من خلفاء الجور الذين نصبوا العداوة لعليّ عليهالسلام وأولاده
________________________
١ ـ روى عماد الدِّين الطبري في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص ٤١ ، ج ١ ، ح ٣٠ ، ط : جامعة المدرسين ، قم .
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«المخالف علىٰ عليّ بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به كافر ، والمحبّ له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والرادّ عليه زاهق ، عليّ نور الله في بلاده وحجّته على عباده ، عليّ سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، عليّ كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلىٰ ، عليّ سيّد الأوصياء ، ووصيّ سيّد الأنبياء ، عليّ أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الإيمان إلّا بولايته وطاعته» .
٢ ـ روى الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ٢٠ ط قم عن داود بن كثير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : أنتم الصلاة في كتاب الله عزّوجلّ ، وأنتم الزكاة ، وأنتم الصيام ، وأنتم الحجّ ؟ فقال : يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل ، ونحن الزكاة ، ونحن الصيام ، ونحن الحج ، ونحن الشهر الحرام ، ونحن البلد الحرام ، ونحن قبلة الله ، ونحن وجه الله ، قال الله تعالى : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ) ، ونحن الآيات ، ونحن البيِّنات ، وعدوّنا في كتاب الله عزّوجلّ : الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، والخمر ، والميسر ، والأنصاب ، والأزلام ، والأصنام ، والأوثان ، والجبت والطاغوت ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير .