عليه بإمرة المؤمنين) (١) والإمرة بكسر الهمزة الولاية أي قولوا له : السلامُ عليك يا أمير المؤمنين .
وفي بعضها سمّي به لأنّه عليهالسلام يميرهم العلم (٢) أي يحمل إليهم أقواتهم الروحانية من الميرة بالكسر ، وهو طعام يجلبه الإنسان من بلدٍ إلى آخر ، وأنت خبير أنّ الأمير من أمرَ يأمر ، ويمير من مارَ فليس من الاشتقاق المشهور ولكنّه من الاشتقاق الكبير .
________________________
١ ـ روى ابن شاذان المتوفّى سنة (٦٦٠) هـ في كتابه الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ص ١٢٢ ، حديث (١٠٥) ، ط ؛ مكتبة الأمين قم عن أبي ذر الغفاري قال : (أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أنْ نسلِّم علىٰ عليّ عليهالسلام ، وقال : سلِّموا على أخي ، وخليفتي ، ووارثي في قومي ، ووليّ كلّ مؤمن ومؤمنة من بعدي . سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين ، فإنّه وليّ كلّ مَن سكن الأرض إلى يوم العرض ، ولو قدّمتموه لأخرجت الأرض بركاتها ، فإنّه أكرم مَن عليها من كلّ أهلها .
قال أبو ذر : فرأيت عمر قد تغيّر لونه ، وقال : أحقّ من الله ؟ قال : نعم ، أمرني به ربّي . ثمّ تقدّم أبو بكر ، وقال : أحقّ من الله ؟ قال : نعم . أمرني به ربّي ، وذلك حقّ من الله أمرتكم به .
فقام وسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، ثمّ أقبل على أصحابهما وقالوا ما قالاه) .
أخرجه الطبرسي في إعلام الورى ص ١٥٤ ، ط : ١٩٧٠ م ، والحاكم في مستدركه ج ٣ ، ص ١٤٠ .
٢ ـ روى شيخنا الصدوق في علل الشرائع ج ١ ، ص ١٩١ ، باب ١٢٩ ، ط بيروت الأعلمي ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي قال : (سألتُ أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام : يابن رسول الله لِمَ سمّيَ عليّ عليهالسلام أمير المؤمنين وهم اسمٌ ما سُمّي به أحدٌ قبله ولا يحلّ لأحدٍ بعده ؟ قال : لأنّه ميرةُ العلم يُمتار منه ولا يمتار من أحدٍ غيره) .