المقيّد دون السلب المقيّد (١). فإذا سئل : هل الماهيّة من حيث هي موجودة أو ليست بموجودة؟ فالجواب : ليست الماهيّة من حيث هي بموجودة ولا لا موجودة ، ليفيد أنّ شيئا من الوجود والعدم غير مأخوذ في حدّ ذات الماهيّة» (٢).
ونظير الوجود والعدم ـ في خروجهما عن الماهيّة من حيث هي ـ سائر المعاني المتقابلة الّتي في قوّة النقيضين ، حتّى ما عدّوه من لوازم الماهيّات. فليست الماهيّة من حيث هي لا واحدة ولا كثيرة ، ولا كلّيّة ولا جزئيّة ، ولا غير ذلك من المتقابلات ، وليست الأربعة من حيث هي زوجا ولا فردا.
__________________
(١) فإذا قلت : «الإنسان من حيث هو ليس بموجود» تصير الحيثيّة جزء الموضوع لا من تتمّة المحمول ، فلا يتوجّه النفي إلى الوجود الخاصّ ـ أي وجود يكون عينا أو جزءا لذات الإنسان ـ ، بل إلى الوجود المطلق. وحينئذ يلزم منه أن يكون الإنسان من حيث هو خاليا عن الوجود مطلقا ، وهو باطل.
وأمّا إذا قلت : «الإنسان ليس من حيث هو بموجود» تصير الحيثيّة من تتمّة المحمول ، ويتوجّه النفي إلى الوجود الخاصّ الّذي يكون عينا أو جزءا لذات الإنسان ، ونفي الخاصّ لا يستلزم نفي العامّ.
(٢) راجع الفصل الأوّل من المقالة الخامسة من إلهيّات الشفاء ، والمباحث المشرقيّة ١ : ٤٨ ـ ٤٩ ، والفصل السابع من المقالة الثالثة من الفنّ الأوّل من طبيعيّات الشفاء ، وشرح التجريد للقوشجيّ : ٧٦ ، وكشف المراد : ٨٤ ، وغيرها من الكتب المطوّلة.