الفصل الثالث
في أقسام الجوهر الأوّليّة (١)
قالوا (٢) : إنّ الجوهر إمّا أن يكون في محلّ أو لا يكون فيه والكائن في المحلّ هو «الصورة المادّيّة» (٣). وغير الكائن فيه إمّا أن يكون محلّا لشيء (٤) يقوم به أو لا يكون. والأوّل هو «الهيولى» والثاني لا يخلو إمّا أن يكون مركّبا من الهيولى والصورة أو لا يكون. والأوّل هو «الجسم» والثاني إمّا أن يكون ذا علاقة انفعاليّة بالجسم بوجه أو لا يكون. والأوّل هو «النفس» والثاني هو «العقل». فأقسام الجوهر الأوّليّة خمسة ، هي : الصورة المادّيّة ، والهيولى ، والجسم ، والنفس ، والعقل.
وليس التقسيم عقليّا دائرا بين النفي والإثبات ، فإنّ الجوهر المركّب من الجوهر الحالّ والجوهر المحلّ ليس ينحصر بحسب الاحتمال العقليّ في الجسم ، فمن الجائز أن يكون في الوجود جوهر مادّيّ مركّب من المادّة وصورة
__________________
(١) أي الأقسام الأوّليّة للجوهر.
(٢) أي : المشّاؤون. راجع الفصل الأوّل من المقالة الثانية من إلهيّات الشفاء ، وتعليقة صدر المتألّهين عليه : ٤٧ ، وشرح الهداية الأثيريّة لصدر المتألّهين : ٢٦١ ، والأسفار ٤ : ٢٣٤ ، وقواعد المرام : ٤٣ ، وشرح حكمة العين : ٢١٢.
(٣) مرادهم من الصورة المادّيّة جميع الصور المنطبعة في المادّة ، من الصورة النوعيّة والصورة الجسميّة ، كما في شرح المنظومة (قسم الحكمة) : ١٣٦.
(٤) أي : لجوهر.